قطّة رشا شقراء، لها طوق أزرق، واسمها لولو. رشا تحبّ لولو كثيراً، وتدلّلها، فالبارحة غسّلتها في طست أحمر، ونشّفتها ثمّ رشّت عليها العطر.
وأوّل البارحة، خرجتا إلى الحديقة، هناك حيث الأراجيح والألعاب.
أمّا اليوم.. فقد تغيّرت طباع لولو، فهي تموء بصوت مزعج وتخمش رشا بأظافرها، وتقفز إلى الخزانة، حتى أنها كسرت زهرية ملأى بالورد.
غضبت رشا، نزعت الطّوق الأزرق عن عنق قطّتها، ثم صاحت بها:
-لولو.. أنت مزعجة، أنا أدلّلك لأنني أحبّك، فيجب ألاّ تشتّطي كي لا أكرهك.
حزنت لولو، واختبأت تحت الخزانة.
بعد ساعة، أحضرت رشا صحناً مليئاً بالحليب، ونادت لولو قائلة:
تعالي يا شقراء.. لقد عفوت عنكِ.
نطّت لولو فرحة، واقتربت من صحن الحليب.
سحبت رشا الصّحن من أمام لولو، وقالت:
-لا يمكن أن تشربي الحليب، إلاّ إذا وعدتني بالهدوء وسماع الكلمة.
هزّت لولو رأسها موافقة، فركضت إلى خزانتها، وأحضرت الطوق الأزرق، ثمّ جلست تنتظر قبالة قطّتها، الّتي كانت تلعق الحليب بلسانها الصّغير، كي تعلّق لها طوقها الأزرق الجميل.القصه الثااانيه:ـجلس أحمد تحت الدَّالية، المحمّلة بعناقيد العنب، يرقب النّملات اللاتي يمشين في رتل مستقيم.
فجأة.. لمعت في ذهنه فكرة!!
نطّ على الكرسي، قطف حبّة عنب كبيرة، رماها باتّجاه الرَّتل، فتدحرجت كالكرة، وتوقّفت بجانب النّمل.
اقتربت منها "نموّلة" صغيرة، دارت حولها، كأنّها تتفرّج على تمثال ثمّ عضّتها وبدأت تشدّها، فلم تستطع تحريكها.
ذهبت "نموّلة" إلى صديقاتها، وهي تتلمّظ الحلاوة، قائلة:
ـ اتبعنني.. لقد وجدت كنزاً.
ـ ماذا.. كنز؟!!
ـ أجل.. أجل، جبل كبير، مملوء بالسّكّر!
ركضت النّملات خلفها، وعندما وصلن، لم يجدن شيئاً، لأنّ أحمد كان قد التقطها.
نظرت النّملات إلى "نموّلة" وقلن لها:
ـ أين جبل السّكّر.. يا كذّابة؟
ثمّ تركنها، وابتعدن.
بقيت "نموّلة" في المكان، تروح وتجيء،، لأنّها شاهدت حبّة العنب بعينيها، ولمّا يئست قرّرت الرّجوع، فأدارت ظهرها ومشت لكنّ أحمد وضع حبّة العنب مرّةً ثانية.
بغتة.. التفتت خلفها فرأت الحبّة.
دهشت… "نمولّة" فأسرعت إلى رفيقاتها، تسألهنّ الرّجوع.
تردّدت النّملات مدّة قصيرة، ثمّ سرن خلفها.
وياللعجب… كان مكان الحبّة فارغاً، تلفتت "نموّلة" يمنة ويسرة وهي تبكي وتقول:
ـ والله.. كانت هنا، أنا لا أكذب.
لم تصدّق رفيقاتها كلامها، فهجمن عليها، وعضضنها، وهنّ يقلن:
ـ هذا جزاء كذبك..
حزن أحمد على "نموّلة"، وعرف أنّ مزاحه كان ثقيلاً، لذا وضع حبّة العنب أمامهن.
توقّفت النّملات عن عضّ "نموّلة" اقتربن من حبّة العنب ومصصنها، ثمّ قلن:
ـ نحن آسفات، كلامك صحيح، إنّ طعمها حلو كالسّكرّ.
اجتمعت النّملات حول الحبّة، وبدأن يجررنها إلى جحرهن لكنّ "نموّلة" اعترضّتهن قائلة:
ـ دعنها في مكانها، فلا حاجة لنا بها، وإن كانت جبلا ًمن السّكّر.
ثمّ نظرت إلى أحمد غاضبة، ومضت مع صديقاتها إلى الرّتل.
تمــــــــــــــــــــــت :cheers: :cheers: